top of page
Search

إيميل عصام


تحقق حلم عصام ها هو صاحب الشركة المسن قرر اخيراً ان يسجل نصف اسهم الشركة الهندسية العملاقة باسمه، اكثر من عشرين عاماً وهذا الحلم يعيش داخل عصام، اوراق التسجيل جاهزة بيد محامي الشركة، في انتظار الامبراطور مايسن لتوقيعها، رجل صقلي يبلغ من العمر خمسة وثمانون عاماً، ليس له وريث، لم تكن العائلة من أولياته، والنساء تملأ حياته، لم تحرك مشاعر الابوة في داخله إلا علاقته بعصام، الذي رافقه كظله، وتضاعفت ارباح الشركة من المشاريع الهندسية التي قام بإنجازها عصام. يطول انتظاره لوصول صاحب الشركة، لتصله رساله على هاتفه الخاص، رقم غريب من لبنان، يتململ وهو يفتح الرسالة، تتوسع عيناه دهشة، صورة لزوجته عارية، ورسالة قصيرة، "اذا اردت ان تعرف المزيد، ادخل على ايميلك الخاص"، وصل في هذه اللحظة مايسن، كان متعكر المزاج، قرأ العقود سريعاً وغادر، لم يتفاجأ عصام من تصرف مايسن، فلقد اعتاد على مزاجه المتقلب.

غادر عصام الشركة مسرعاً الى سيارته، ليعيد قرأة رسالة هذا المجهول ، تفحص الصورة لمرات، ثم ابتسم بسخرية، "وصلت حالات النصب في بلادنا الى ابتزاز الازواج بصور مركبة لزوجاتهم". تملكه شعور بالشوق والرغبة لان يكون الان مع ريما، تمنى لو انها لم تسافر الى بيروت كعادتها كل عام لقضاء فصل الصيف هناك، كم من المرات حاول ان يقنعها بان تختصر فترة اقامتها والاولاد في بيروت الى شهر واحد، فهو لا يحتمل أن يبقى هناك لاكثر من اسبوعين، عائلته وعائلة ريما هنا في نيويورك، واصبح يحفظ كل شبر في لبنان عن ظهر قلب. صورة المرأة العارية لا تفارق خيال عصام، عاد ليفتح الرسالة عندما وصل الى اشارة مرور حمراء، نظر ملياً للصورة، وبعدها تدارك ان هذه الصورة قديمة لريما، تسريحة شعرها ولونه اوحت له ان عمرتلك الصورة قرابة الخمس سنوات، كيف حصل عليها هذا المجهول، حالة من الارتباك اصابته، باحثا عن مكان يستطيع الوقوف فيه ليفتح ايميل، لمح محطة وقود، اوقف سيارته في الركن الابعد، وفتح ايميله باحثا عن رسالة هذا المجهول، ليجد ثلاث رسائل متتالية منه، فتح الاولى، واذا بها صور لزوجته في اوضاع مختلفة، مكتوب تحت كل صورة زمن التقاطها، اغمض عينيه وفتحها لمرات، ليتأكد ان ما يراه ليس بكابوس، فتح الرسالة الثانية، واذا بها مقاطع مسجلة لزوجته وهي تمارس الحب مع رجل اسمر اللون اشعث الشعر، تعيش معه اوضاع جنسية، يخجل هو نفسه ان يطلبها منها، كم تمنى ان تعيش معه هذا الجنون، كانت تصر على علاقة روتينية في لقائتهم الحميمة ، سمح لنفسه بخيانتها في خياله، مختلق لها الاعذار، فشخصيتها الجدية التي تزعجها سماع حتى نكتة جنسية لن تسمح لها باحتمال اوضاع جنسية في رأيها شاذة عن المألوف، كم من المرات خلصت نفسها منه عندما يحاول احتضانها في مكان عام، كان يمازحها قائلاً، لا تستطعين التخلص من شخصية ابنة قرية جاءت من اقصى شمال لبنان، تغير مظهرك ولهجتك التي اصبحت بيروتية، أما عقلك كعقل ابيك متحجر، حتى اولادك تتعاملين معهم كأنك لواء في الجيش.

شعر بعدها دوار في رأسه، اتصل بأخيه جورج طالباً منه ان يستقل تكسي ويأتي إليه، شعر اخيه بقلق وسأله ان كان بخير، رد عليه انه مجهد وغير قادر على قيادة سيارته، وصل اخيه الى المكان، ليجد عصام في حالة ذهول، سأله ما بك، ناوله هاتفه، لم يصدق اخيه ما يراه، وفتح الرسالة الثالثة، ليقرأها وكان وقعها عليهما هو الاشد، "سيد عصام زوجتك دمرت حياتي وقررت أن تسير حياتها في سلام، اخبرها بنيابة عني، أن صورها الان موجودة على مواقع جنسية، سأبعث لك برابط كل منها"، ذهل جورج وبدا يشتم، هذا ليس بأنسان، هو كلب ابن عاهرة. لم يجب عصام، طلب من اخيه ان يوصله الى البيت، اغلق هاتفه وارجع مقعده الى الخلف واغمض عينيه ونام، حال وصولهم الى البيت، نظر عصام لاخيه وقال له لا تخبر اخيك ولا اختك ولاامك ولا حتى زوجتك، لا اريد لا احد ان يعرف شيئاً عن هذا الموضع، ثم تركه وصعد الى غرفة نومه، نام الى صباح اليوم التالي، واخيه وحده لا يعرف كيف يتصرف، اتصل بزوجته واخبرها ان عصام يعاني من ارتفاع في الحرارة، واخبرها ان لا تخبر العائلة، حتى لا تفزع امه.

صب جورج لنفسه كأس من الويسكي، وجلس على مقعد هزاز، يتأمل صور عائلة اخيه التي تملاً جدران المكان، هذه صورة عصام وريما يوم زفافهم، كم من الفتيات حسدن ريما على انها هي التي فازت بقلب عصام، فهو الاجمل بين اخواته، كانت تداعبه امه قائلة: كان علي ان اسميك يوسف لجمال طلتك، امه جانيت التي لم تحب زوجة ابنها يوماً، كانت الحسرة تملأ قلبها، لان ابنها اختار من هي اقل منه جمالاً ونسباً وعلماً، كانت تتظاهر بمحبة ريما حفاظاً على مشاعر عصام. فهي كانت اعلم بقلب ابنها المتيم بزوجته، وهذه صورة لعصام وريما واولادهم الثلاث، ابنته شقراء عيونها خضروات كأبيها، طويلة رشيقة كأمها، انفها معكوف كأنف ريما، والصبيبن اخذوا من امهم بشرتها السمراء، وطولها ورشاقتها، واكتفوا من ابيهم بلون عينيه. نام جورج على مقعده بعد ان افرغ عدد هو لا يعرفه من كؤوس الويسكي في جوفه، ليتسيقظ على صوت عصام وهو يصنع قهوة الصباح، صب عصام القهوة وناولها لاخيه، وجلس صامتاً، بدأ جورج بالكلام، اسمع يا اخي، انا اعرف ان صدمتك شديدة، ولكن عليك ان تقرر ماذا ستفعل، علينا ان نشرك اهلها واهلك في هذه المصيبة، اجاب عصام، لا تتصرف ولا تتحدث في الموضوع مع احد، فتح هاتفه وقرأ رسائل ريما إليه، اين انت يا عصام، انا قلقة عليك حبيبي. اتصل بها وتمالك نفسه عندما سمع صوتها، التي بدأت تعاتبه لان هاتفه مغلق، فأجاب ببرود، انا متوعك قليلاً، لا تقلقي فجورج معي منذ ليلة الامس، وعندما حاولت الاسترسال في سؤاله عن ما اصابه، قال انه متعب ويحتاج ان يعود للنوم. وبعدها ألتفت الى اخيه وقال، للمرة الاف اقول لك لا تخبر احد، اجاب جورج اريد ان اعرف فيما تفكر، نظر له عصام وقال، سأقتلها، ثمنها رصاصة، ليس من الصعب ان اجد من يقتلها في لبنان، سأستجأر اي ارهابي من الشمال، ادفع له مبلغ مغري، وسيكون الخبر في الصحف " ارهابي يقتل سيدة مسيحية تحمل الجنسية الامريكية" ، اصاب جورج الفزع من فكرة اخيه، وصرخ أجننت. انسحب عصام الى غرفة مكتبه، ونظر الى اخيه وقال تستطيع ان تستخدم سيارتي، لن اخرج من البيت اليوم. ارجوك غادر. لحق به اخيه الى مكتبه، وقال امامنا مصيبة، يجب ازالة صور ريما من المواقع الجنسية، ليس لاجلها بل لاجل اولادك، عد الى رشدك يا اخي، هز رأسه عصام، افعل ذلك انت أن شئت، او استعن بمن يساعدك، ما أنا فاتركني وشأني، لا اريد ان ارى احد اتفهم ، أتصل بمحامي الشركة وطلب منه أن يؤجل موعد توقيع العقد، وصعد الى غرفة نومه، استمر حال عصام هكذا لايام، وكلما اتصلت به ريما يجيبها بهدوء ويدعي انه مشغول. قرع جرس منزله، واذا بالضيف هذه المرة مايسن، فتح له الباب وارتمى في احضانه يبكي، علم مايسن أن مصيبة عظيمة قد حلت بمن يعتبره ابنه.

شارفت العطلة الصيفية على الانتهاء، وقرب وصول ريما الى نيويورك. اتصلت به تبث له اشواقها، واكملت انها في طريقها لمطار بيروت، رد عليها انه في انتظارها. اتصل بأخوتها الثلاث وأختها الوحيدة طالباً منهم القدوم الى بيته، وكما طلب من عائلته ايضاً، وطلب من جورج ارسال اولاده الى بيته واحضار ريما وحدها، شعرت ريما بالقلق من تصرف زوجها الغريب، رحب عصام ورفيقته الايطالية بضيوفه، وقف في وسطهم واحتضن صديقته وقال، اقدم لكم حبيبتي جاكي، قبل ان يفيق الضيوف من صدمتهم، وصلت ريما برفقة جورج، لا تحتاج لتسأل، عرفت ان عشيقها قد نفذ تهديده، وهي التي ظنت أنه قد ذهب الى حال سبيله، أو ان الموت قد أزاحه عن طريقها. اقترب منها زوجها وقال ساخراً سلمي على ضيوفك، وصل مايسن، فأعلن عصام بدأ الاحتفال، ادار لهم على شاشة تلفازه الكبيرة، شريط للفيديو قائلاً اتمنى لكم سهرة جميلة، تعالى الصراخ بعد لحظات، وهو يجلس في الشرفة مع صديقته يشرب نخب العائلتين، وبعدها انضم اليه مايسن مبتسماً كفارس منتصر، وبعدها سمع صفعة باب قوية ليعرف أن اخيه واخته قد غادوروا. وعلا صوت صراخ ريما وعائلتها، يصرخون في وجهها عاهرة فاجرة، لتصرخ في وجوههم اتحاسبونني، حاسبوا انفسكم فتاريخكم مليء بالخيانات، أنتم جبناء لم تجرأوا أن تسالوا عصام عن عشيقته التي يجلسها بينكم. سأعترف نعم، هذا كان عشيقي، ولقد اخطأت، وتعذبت وحاولت ان اكفر عن خطيئتي بان صليت للعذراء ان تغفر لي، زرت الكنائس وصليت ليسوع ليسامحني، توسلت لذاك اللئيم ان يبتعد عن طريقي ولكنه لم يفعل، انضم اليهم عصام صارخاً، وكيف له أن يفعل، بعد أن افسدتي عليه حياته بسموم عشقك، هجر خطيبته، وعاش حلم ان يتزوج منكِ، بعد أن تجبريني على تطليقكِ، والاستيلاء على نصف ما املك، قال مايسن الذي كان يقف خلف عصام، عشيقكِ ضحية عهركِ، ولكنني لن اترك لكِ ابني الذي مثلتي عليه دور الطهارة، وتسلقتي على اكتافه لتعيشين حياة مترفة والان ايتها العاهرة خسرتي كل شيء، فعصام باعني كل املاكه مقابل اسهم سامنحها له في شركتي ، ولم يبقي إلا هذا البيت الفاخر الذي لا تسحقين العيش فيه، وسيتكفل بمصاريف البيت والاولاد كاملة. ألتئم صدع ريما وعائلتها، ووقفوا صفاً واحداً معلنين أنهم سيلجاون للقضاء. ضحك عصام وقال، حال انتهائكم من رتق ثوب عار ابنتكم، اكون انا ادير شركتي الجديدة في ايطاليا، سلام.


43 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page